من سيطفىء الحنين ؟
اقلعت طائرة المغادرين ..الى روض النعيم ....
ومن ركابها ............. الراحلة
وقفت بمطار التائهين انتظر عودة المغتربين....
مرت بي أرواح مسافرين ..
ينظرون الي متعجبين ..
اقتربت روح طفل حزين ... شاحب الوجه رذيل ..
سأل بحنان ..
ياكئيبة من ترتجين ؟؟ وبهذا المكان كيف تصبرين ؟؟
ألستي من اللذين يسكنون خلف تلك الحدود ؟؟
همست بخوف
..هل سترحل مع الراحلون ..؟
فأوما يهز راسا صغير ..
نظرت اليه بحقد غريب ..
وصرخت ..خائن كما هم خائنون ...
نحبكم ولا نعشق الدنيا الا بكم ...
نهواكم وليس لنا وجود بعدكم ...
نحتاجكم...ولا بقربنا نلقاكم ...
نناديكم ...فلا يصلنا ردكم ...
توسلت..
لماذا الرحيل ياصغير .... لماذا الفراق والهجير ..؟؟
نظر الي بدمع مرير ...
والعبرة تحرق فمه الصغير ..
همس بحزن ... اضعت الطريق ...
انتظر هنا ..منذ وقت طويل ...
لا احد يدلني ..دليني ..
أين الطريق ؟؟
أجبت بضيق ..... لا تسألني ...
فأنا لم أزر تلك الديار ..
أقلعت آخر الرحلات...
منذ ثلاث سنوات ..
ولم اكن انا من الراحلات ..
فقد خانتني الظروف والزمتني البقاء ....
فرحلت من تملك لحياتي الهناء ...
ومن تجيب ندائي اذا اطلقت النداء ...
من تمسح دموعي اذا عزمت البكاء ...
تركتني أنااااادي ..واصرخ ..فلا ترد
تركتني اهيم بدنيا مظلمة ...
وأبحر في امواج غاضبة ...
واتسلق جبالا شاهقة ...
فاسقط بوديان خاوية ...
رحلت ....
وحملتني احمالا قاسية ...
تركت لي افواه ثلاثة ...
تسال عنها كل ساعة ...
لا اجد الرد الا انها ............. راحلة ...
امسح دموعهم ... وارضي غرورهم ...
العب بالعابهم .. واستطعم طعامهم ...
ابدل ثيابهم .. وانام بقربهم .....
فيعودون يسألون ......... اين هي ؟؟؟
انانيتهم تغيضني ....
اصواتهم تقتلني ... بكائهم يكويني ....
كيف ارضيهم ؟؟؟ فأنا لست أمهم .....
ولا اقدر ان اعيدها اليهم ... أستجدي بوالدهم ....
فالقاه يبكي مثلهم ... ويشتاق كشوقهم ...
يرصف صورها .. ويرتب دفاترها ..
يناظر ثيابها ..ويقفل خزانتها ..
كيف أنسيهم ...؟؟
همست بضعف ...... ياصغير ....
اذا انت رايتها فاخبرها بما حدث ..
قل لها عن اشواق محبيها ...
وانهم يرفضون حياتهم وهي ليست فيها...
أخبرها : إني اقف بمكاني منذ رحيلها ...
والدنيا تدور حولي باحقادها...
والاقارب اكملوا حياتهم بدونها ...
ولا اثر للحزن باعينهم عليها ...
فلم يجرحهم كما جرحني رحيلها ...
ان كانت اختارت طريقها ...
فلم يكون طريقي اختيارها ...؟
أيها الحزين .. أوصل لها رسالتي ..
عزيزتي الراحلة ....
أقف بما يسمى حدود النهاية ..ال لاعودة ...
انتظر رجوعك المستحيل ... وأرجو لقائك والرحيل ....
أيتها الراحلة عودي ... عودي فابقي مع الباقون ...
فهم لك محتاجون ... أنا ساذهب أنا سارحل ...
فلا يحتاجني اطفال اكون لهم الام الحنون ...
ولا يهواني زوج يهواك بجنون ...
عزيزتي الراحلة ... مامر إلا ثلاث سنين ...
عودي قبل ان يكبرون .. ورائحتك ينسون ..
صغارك يصرخون عنك يسألون ..
عودي لعلهم لحزني يفهمون .. وقلبي يعذرون ..
يشقينا الحنين إليك .. فمتى يعيدك الحنين ..
ختامي هو وعدي ....... لم ابكي رحيلك فلا تستغربين .....
فقد وعدت دموعي ... ان احررها باحضانك يوم تعودين ...
عهد علي الى يوم الدين ...