تتساقط وريقات الزمن
عندما يحل خريف العمر
تستعد تلك الروح
للرحيل من سجن الجسد
فرحةٌ هي بالرحيل
تعبر حاجز المادة
و تمضي
الى عالمٍ من الارواح
أرواحٌ تائهة
تفتش لها عن مستقر
تحمل أوزار ذاك الجسد
التي انهكتها
تهب رياح الخريف
بشدة
تقتلع تلك الاوراق
الواحدة تلو الاخرى
فتركب الروح
قطار الفراق
و تمضي مودعةً
ذاك الجسد البالي
فيدور الحوار بينه و بينها
ايا رفيقتي الى اين تذهبين
اتتركينني و تمضي الى المجهول
مهلا فأنا لم اعتاد فراقك
ان ذهبتي فسوف اعيش في ظلمة
و تلفني عتمة الارض
و تضمني في طياتها
الروح:
بأمر ربي
جئت اليك فأنشعتك
و أقمت فيك
الجسد:
و سعدت بك
و كنت عليك امينا
ايا رفيق العمر
لا بد لي من الرحيل
فرياح الفراق
تأبى الا ان اكون رفيقتها
و قطار العمر
يمر في محطة الحياة
ليأخذني و صديقاتي
الى تلك البقاع
و تمضي الروح
حزينة على ذاك الجسد
الذي يذبل و يذوي
و يستحيل رماداً
تذروه الرياح
تنتظر هناك
ذاك اليوم الذي تعود به
الى الجسد
لتحييه بعد سباته الطويل