الوجه الأول ..
سأكتب كلمة على ورقة أسقطها الخريف عند آخر زيارة له ..
سأسقيها طويلاً بمداد أُخلطه بدم صدقي المسفوح
على أعتاب باب غرفة امرأة بدلت الرجال كما تبدل تسريحة شعرها المتناثر ..
المتساقط على كتفيها ..
أو كما تختار هي لون أحمر الشفاه كلما اختارت ثوبا آخر ..
ستصبح تلكم الورقة بعد عشر أعوام قصيدة ..
وبعدها بعشريتين ستصير القصيدة قصة ..
ستثمر وقد أينعت ذاكرتي بزمن كان ..
ساعتها سيكون الشيب قد انتهى من غزو آخر الشعر
لن يفيد تلوين خاطرتي بالحب والشوق ..
لأن ما عندي قد نفد لحب امرأة واحدة ..
وأنا المفتون بمن غيرتني كآخر أثوابها ..
لكنّي أشعر أنّي الأعز عندها ..
على الأقل مثلي حفر حبره أعمق ..
أعترف ..
فقط أنها مزجت كل الألحان الجميلة في عزف واحد منفرد لآلة واحدة ..
أحسنت الضرب أناملها عليها وداعبت أوتاري المتعلقة بها حد العبودية والإخلاص ..
فذاكرتي تضعف حين أبتعد أكثر عن نفحها وتعود لتحتضنني اقتراباً
كلما أقسمت أنّي لن أعود ..
الوجه الثاني ..
أعترف .. أعترف ..
أنا الذي أحبّ كل النساء فيكِ ..
ولو تمثلت امرأة واحدة ما أحببتكِ ولا قطعت بالوفاء عهدا لكِ ..
فعيونكِ عند المغيب غير تلك التي برقت ساعة الضحى ..
ولا تلك التي أعجبتني عند الشروق ..
كلّها ليست لامرأة واحدة لذا ولعشقي للعيون ..
تمنيت فتبنيت حب واحدة عند كل قسم من اليوم ..
وفي كل لحظة لو استطعت ..
لكن يغلب الزمن رغبتي وإرادتي ..
فتسبقني كثرتهن فأقرر أنّي سأُحِبُهن كلهن ..
هكذا أعترف ..
بمليون فص لشخصيتي ..
وبانفصام رهيب لرغبتي ..
فلكل فص قلب يخفق لواحدة مختلفة عن تلك التي أحببت آخر مرة ..
هكذا هو حبي بوجهين حبي لها ثم لهن ..
أحبكِ أنتِ وحدكِ لأني أحببتّهن ..
و كيف لا يقترن عشقي للكتابة بعشقي لامرأة ..
فالأولى جمالها من الروح ..
فأحببت كلماتها ..
كل واحدة حباً خاصاً بها ..
ثم أحببتكِ وحدكِ وكأن هذا الشعور الدافئ
لا يتكرر إلا مرة كل عصر
فتكرر معي وفي عصري أنا ..
ستُخفي كتبي وتلك القصاصات ..
شغفي بها خوفاً من الحسد ..
فالكلمة أنثى .. والكتابة أنثى .. وأنتِ كلّ أنثى ..
أليس من حق قلبي أن لا يكف عن حب الكلمات .....
قلاع حبكِ لا تكفيها كل الكتابة لرسم حدودها ..
ولا أقلامي تكف عن الثرثرة على أوراق الخريف المتساقطة ..
فلتثرثر أقلامكم بالحب أو بغيره ..
عميد المنتدى
رومانسي جدا