[]عتبر ارتفاع
متوسط العمر المتوقع في العديد من مناطق العالم إنجازا رئيسيا من إنجازات
البشرية من هنا جاء اعتماد خطة عمل دولية للشيخوخة ، استجابة للفرص
ومواجهة التحديات في مجال شيخوخة السكان في القرن الحادي والعشرين ومن اجل
دعم بناء مجتمع لجميع الأعمار.
وفي سياق خطة العمل هذه نصت
المادة الاولى من ميثاق الامم المتحدة الخاص بالمسنين على الالتزام باتخاذ
إجراءات على جميع الصعد ، بما فيها الصعيدان الوطني والدولي ، في ثلاثة
اتجاهات ذات أولوية هي: كبار السن والتنمية ، وتعزيز الصحة والرفاه في
السن المتقدمة : وضمان بيئة تمكينية وداعمة.
وبعيدا عن
البرتوكولات الدولية ونصوصها وقريبا جدا من ديننا السمح الذي اختصر هذه
المواثيق بقوله تعالى"وقضى ربك ألاتعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً ،
إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل
لهما قولاً كريماً ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما
ربياني صغيرا ".
فان كان التوقير للكبير والإحسان إليه مطلوباً ،
فإنه أشد وجوباً مع الوالدين ولاتقتصر الرعاية على الطعام والشراب واللباس
، بل إنهما أشد حاجة إلى الكلمة الطيبة واحترام الرأي وإشعارهما بأنهما لم
يزالا موضع نصح وإرشاد وتوجيه.
فالشيخوخة ليست نشاطا دائما وليست
انسحابا تاما من الحياة ، وإنما هي مرحلة من مراحل عمر الإنسان تتأثر
بالعديد من العوامل الاجتماعية والثقافية الاقتصادية والنفسية ، فالمجتمع
الذي تسوده أخلاق الأثرة والأنانية والمصلحة الضيقة ، لن يجد المسنون فيه
رعاية لائقة ومناسبة ، كما أن المجتمع الذي تسوده قيم العدل والإحسان
والإيثار ، فإنه سيبدع الكثير من أشكال الرعاية لكل الحلقات الضعيفة في
المجتمع ومن ضمنهم كبارالسن ، لذلك فإن مجموع العوامل الاجتماعية
والثقافية ، تؤثر سلبا أو إيجابا في مستوى الرعاية الصحية والنفسية
والاجتماعية للمسنين.
وتأتي أهمية البحث بشأن الشيخوخة والقضايا
المتعلقة بالسن كأداة هامة لرسم السياسات المتعلقة بالشيخوخة ، استنادا
إلى مؤشرات موثوق بها ومتسقة تضعها هيئات منها المنظمات الإحصائية الوطنية
والدولية ، ويتطلب تحقيق آمال كبار السن والاحتياجات الاقتصادية للمجتمع
أن يكون كبار السن قادرين على المشاركة في الحياة الاقتصادية والسياسية
والاجتماعية والثقافية لمجتمعاتهم.
فمن واجب المجتمعات إتاحة
الفرصة لكبار السن للعمل أطول فترة يرغبون فيها ويقدرون عليها ، في مهنة
مرضية ومنتجة ، وأن يظل بإمكانهم الاستفادة من برامج التعليم والتدريب ،
وتمكين كبار السن ودعم مشاركتهم الكاملة عنصران أساسيان لتحقيق الشيخوخة
النشطة. وينبغي أن يوفّر لكبار السن الدعم الاجتماعي المستدام والملائم]