ظاهر متضامنون مع الشعب الفلسطيني أمام فندق غراوند بمدينة برايتون جنوبي بريطانيا احتجاجا على استقبال وزير الدفاع الإسرائيلي
إيهود باراكوإلقائه كلمة في مؤتمر حزب العمال الحاكم، بينما رفضت محكمة في لندن طلب
عدد من المنظمات الداعمة للفلسطينيين إصدار أمر اعتقال بحق الوزير
الإسرائيلي.
وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين ورددوا هتافات مؤيدة لشعبها، كما رفعوا
لافتات تطالب بمحاكمة الوزير الإسرائيلي وهتفوا عبر مكبرات الصوت "اعتقلوا
باراك الآن"، كما شارك في المظاهرة أعضاء في مجلس العموم أكدوا من خلال
كلمات ألقوها عدم الترحيب بباراك وطالبوا بمحاكمته كمجرم حرب.
وكان فريق قانوني بريطاني رفع دعوى أمام محكمة وستمنستر بالنيابة عن
مجموعة من عائلات الضحايا الفلسطينيين للمطالبة باعتقال باراك بتهمة
ارتكاب جرائم حرب، وفي المقابل تولى الدفاع عن باراك فريق من المحامين
تقوده المحامية كلير مونتغمري التي تولت الدفاع عن الدكتاتور التشيلي
بينوشيه.
وانتهى الأمر إلى رفض الدعوى من قبل القاضية المكلفة بالملف باعتبار أن
باراك يتمتع بالحصانة، وجاء ذلك بعد تسويف استمر يوما كاملا انتظارا
لمعرفة موقف وزارة الخارجية البريطانية، حسب بعض المنظمين.
وتعليقا على الحكم اعتبر رئيس المبادرة الاسلامية في بريطانيا محمد
صوالحة أن إرجاع الرفض إلى الحصانة التي يحظى بها باراك بسبب مهمته الخاصة
يعني ضمنا القبول بالتهم الموجهة إليه، مؤكدا أن "هذه الحصانة لن تستمر
وستبقى كل القيادات السياسية والعسكرية الصهيونية في حالة رعب من
الملاحقات القانونية".
|
الأمينة العامة لحملة التضامن مع الشعب الفلسطيني بيتي هنتر (الجزيرة نت)
|
وصمة عار
واعتبرت
حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني استقبال باراك وصمة عار على جبين الحكومة
وحزب العمال، علما بأن مئات الآلاف من البريطانيين خرجوا في مظاهرات سابقة
ضد المذبحة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي فى
قطاع غزة خلال عدوانه الذي بدأ في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وطالبت الحملة الحكومة البريطانية بصفتها طرفا في اتفاقية جنيف بأن
تتحمل مسؤولياتها بإلقاء القبض على باراك فورا بتهمة ارتكاب جرائم
حرب. وقال النائب جيرمي كوربن إن باراك مسؤول عن شن الحرب، كما أنه مسؤول
عن استخدام القنابل الفوسفورية المحرمة دوليا ضد المدنيين في غزة.
وأكد كوربن في مقابلة مع الجزيرة نت أنه يؤيد تقرير مجلس حقوق الإنسان
في الأمم المتحدة الذي أدان إسرائيل وانتهاكاتها الجسيمة لاتفاقية جنيف
خلال حربها على غزة.
وأضاف "لقد دعمنا نضال شعب جنوب أفريقيا، والشعب الفلسطيني المكافح
يخوض نضالا من أجل الحرية والاستقلال تماما كما ناضل شعب جنوب أفريقيا،
لذلك يجب دعمه وأن لا يتم استقبال مجرمي الحرب".
أما الأمينة العامة لحملة التضامن مع الشعب الفلسطيني بيتي هنتر، فقالت
للجزيرة نت إن الحصار الإسرائيلي المستمر ومنع المواد الغذائية واللوازم
الطبية الأساسية وحرمان السكان من إصلاح منازلهم المهدمة خلق أزمة إنسانية
كبيرة في قطاع غزة.
وأضافت هنتر أنه إذا كانت العدالة للضحايا المدنيين لا يمكن الحصول
عليها من خلال السلطات المحلية، فيجب أن تعمل الحكومات الأجنبية من أجل
ذلك، وهناك العديد من الآليات التي يمكن من خلالها تحقيق العدالة الدولية