بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
له الحمد على ما أعطى و له الحمد على ما منع
فما أعطى إلا فضلا منه و كرماً و ما منع إلا لحكمة
فله الحمد دائما و أبدا
و الصلاة و السلام على من جعله الله سبباً لكل خير نحن فيه
اللهم صلى على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
استحــي !!!
هل جربت يوما أن تكتب ذنوبك ؟
حاول
إنها تجربة نافعة حقا
لتعلم حقيقة نفسك
و تحاول أن تفيق مما أنت فيه من غفلة و معاصي
أحضر ورقة و قلم
ثم تذكر يوم أن بلغت و صرت بالغا عاقلا محاسبا عن كل عمل تعمله
أتذكر ذلك اليوم ؟
والله لكم تمنيت لو أني مت قبل هذا اليوم كي لا أحاسب ولا أسئل عن شيء
هل تذكر ما هو أول ذنب فعلته في حياتك
ما هو أول ذنب كتب في صحيفتك ؟
وثاني ذنب ؟
وثالث ذنب ؟
و ... و... و...
وقتها ستعرف حقيقة الخطر الذى أنت عليه
و ستعلم حقا معنى
" أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ "
كلما كتبت ستكتشف أن هناك آخر لم تكتبه و آخر و آخر
وبعد أن تكتب كل ما تستطيع تذكره من ذنوبك
أخبرني بالله عليك
هل تحب أن يطلع على هذه الورقة والدك أو والدتك
أو أخوك أو أختك
أو صديقك أو زميلك
أو مديرك أو رئيسك في العمل
هل تحب أن يطلع عليها أحد ؟
هل تستحي أن يطلع عليها الناس ؟
إنك تستطيع أن تخفيها عن عيون الناس فلا يراها أحد
و لكن ماذا عن رب الناس
الذى لا تخفى عليه خافية
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُو
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا
وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ
يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }
الأنعام59
الذي يعلم عنك كل هذا و أكثر منه ؟
حفظته الكرام الكاتبين قد كتبوا عليك كل شيء
و هو العليم الخبير قد علم عنك كل شيء
علم سرك كما علم علنك
علم ذلك الذنب الذي أخفيته عن كل عيون الناس
علم ذلك الذنب الذي في قلبك
علم كل شيء
بل رآك و أنت على الذنب و لكنه أمهلك !!!
ألا تستحي منه ؟
فكل صغيرة و كبيرة أحصاها
و يوم القيامة :
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }
الكهف49
ومن عظيم فضله و واسع رحمته أنه قال :
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {53}
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ {54}
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم
مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ {55}
الزمر
فعد إليه يقبلك
و استغفره من كل ما فعلت يغفر لك
و إياك و التأخير
عجل قبل :
أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ
وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ {56}
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ {57}
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ {58}
بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ {59}
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ
أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ{60}
الزمر
اللهم اغفر ذنوبنا و تب علينا توبة نصوحا
واعف عنا بعفوك يا كريم
و استرنا في الدنيا و الآخرة بسترك الجميل
و بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه و تسود وجوه
آميــــــــــن
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين
إلى يوم الدين