بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد...
إنه من المحزن والمؤلم أن نرى كثيراً ممن أعطِيَ لساناً ( سليطا ) ووهِبَ قلماً ( ناشفا ) قد أصمّ سمعه وأعمى بصره وبصيرته عن حقيقة مايكتبه وما يعتقده !
إذا لم يكن للمرء عين بصيرة *** فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر
فنراه يسخّر هذا القلم وهذا اللسان وهذه البصيرة العمياء في التهجّم على غيره بكلمات ومصطلحات أجزم أنه لايعرف معنى الكثير منها وذلك لإشباع رغبته الجامحة ونفسه المريضة !
وذلك لان غيره يخالفه الرأي في أبسط الأمور ! معتقدا في قرارة نفسه المريضة أنه يستطيع أن ينال ممن يخالفه
بتلك الطريقة ( الحمقاء ) !!
لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها
فليس كل من أمسك قلما كان كاتبا, وليس كل من أمسك سيفا أصبح شجاعا
ما كل من طلب المعالي نافذاً *** فيها ولا كل الرجال فحولا
فهناك بعض المتلوّنين والذين يحاولون جاهدين إخفاء حقيقتهم ( القبيحة ) والتي ماتلبث أن تنكشف
في أول عقبة تواجههم حتى ولو كانت تلك العقبة ( اختلاف وجهات نظر ) , فترى بعد ذلك تلك المخلوقات الغريبة على حقيقتها وترى ماتحمله من حقد وكره وحسد للآخرين !
ومن يك ذا فم مر مريض *** يجد مراً به الماء الزلالا
ب تلك المخلوقات وتتعامل معها بكل رقي وبكل ذرة احترام ومحبة, ولكن تأبى
أنفسها المريضة القبول بذلك الشيء لأن تلك الأنفس مجبولة على الشر والحقد والحسد, فما تفعله من خير
معها يكون ضد فطرة تلك الأنفس المريضة , وتلك العقول الخاوية على عروشها !
فهناك نوع من أشباه البشر يظنّون الكرم في التعامل ضعفاً، ويتوقعون أن التواضع إقلالا من القيمة.
فاللئيم والعدواني والغيور الحاقد لا يمكن أن يفهم معنى كرم التعامل , ولا تكن متفائلاً وتحسب انك بحسن تعاملك معه ستفعل ما يفعله السحر !
إن أنت أكرمت الكريم ملكته *** و إن أكرمت اللئيم تمردا
فكل إنسان في هذا المجتمع هو نتاج أسرته، فالعرب قديماً تقول ( كل إناء بما فيه ينضح ) وهي عبارة صحيحة وعميقة فالإناء الذي امتلأ بالغيرة والحقد والحسد وتصيّد السلبيات والأخطاء لا يمكن أن يفيض إلا بكل المشاعر السلبية مهما حاولت أن تتفاءل بأن في هذا الإناء بذرة خير يمكن أن تنبت يوماً.
فقيمة الإنسان فيما يصنع وليس فيما يتحدث به الآخرون الذين لا يفهمون أن الإساءة للإنسان الكريم لا تدميه، بل ترفعه عالياً مثل الشجرة المثمرة تـُرمَى بالحجارة فلا يؤذيها أن الثمر الناضج يسقط على الأرض إذ أنها تعرف أي خير وعطاء يكمن فيها...
يزيد سفاهة فأزيد حلما ..... كعود زاده الإحراق طيـــبا
وبطبيعة الانسان مالم يوجه من الصغر فان طبعه يغلب تطبعه سواءا سلبي ام ايجابي
أحــــــب مكارم الاخلاق جهدي .. وأكــــــره أن اعيب وأن أعابا
واصفح عن سباب الناس حلماً .. وشر الناس من يهوى السبابا
ومن هــــــــــاب الرجال تهيبوه .. ومن حــــقر الرجال فلن يهابا