زمان مضى، قريب غير بعيد، كنا نفرح بالعيد، كباراً وصغاراً، ذكوراً وإناثاً، كما يفرح الصبي بالشيء الجديد،والطفلة بلعبة العروسه،، نذوق للعيد لذة، ونعيشه سروراً وحبوراً، نختال فيه اختيال الغانم.. نستطعم أيامه، بل ساعاته ولحظاته..
لم يكن لدينا الكثير من المال، ولا المتاع، ولا الطعام.. بل كان لدينا الكثير من سعادة الروح، وفرح القلوب، وطمأنينة النفوس، وحسن الصلات..
كان الزمان بسيطاً، والأحوال مستورة، والناس في هدوء ليس فيه صخب، لكن كل ذلك لم يمنع من تمام فرحة العيد.. بل كان من أسباب الفرح..
أصبح العيد يأتي ويذهب، والفرحة فيه مكبوتة، لا يسمع لها صوت، إلا صوت خفي، ينادي لقد حللت بينكم.. والناس يبحثون عن مصدر الصوت، فلا يرون أثراً.
اليوم، والأمة الاسلامية تشارف بوابة عيد الفطر المبارك تواجه الكثير من التحديات والمشكلات، التي يجب عليها الصمود في وجهها، إلى ان تنتهي بمشكلة إنفلونزا الخنازير، والوباءات الربانية الاخري
يعود العيد وقضايا الأمة الفلسطينيةمع جيرانها لم تعرف حلاً نهائيًا، فألاسرى ما زالوا هناك بعيداً عن أحضان الوطن، منهم من يعود عليه العيد في معتقله، ومنهم من سيضع العيد إكليل زهور على قبره، بعدما بخل وطنه عليه، حتى بمجرد وضع الأكاليل.
يعود العيد وجراح الأمة الإسلامية تستعصي على الالتئام، غزة المحاصرة بالاستبداد الصهيوني، والتخاذل العربي، والقدس الواقعة تحت مطارق التهويد، ونيران التشرذم الفلسطيني، والعراق التي تأبى أقدارها إلا أن تقع تحت طائلة الاستبداد والتطرف السياسي والفكري، من طاغية مستبد إلى نظام جديد تديره أصابع خمينية خبيثة .
تان المنسية تئن تحت أرزاح الشيوعية الصينية، واليمن الشقيق يكتوي بنيران فتنة انفصالية حوثية، والاقتصاد العربي، كالعادة، يتبوء أدنى مراتبه العالمية، والصناعات العربية لا تعرف لها رواجاً حتى بين أبنائها، والعقلية العربية لا تساهم إلا في مساندة الكراسي المشرفة على السقوط، أو الرضا بدور
بأية حال عدت يا عيد ؟!
إن للعيد ألواناً عديدة، كلها ألوان زاهية وجميلة، يجمعها شعور واحد، شعور الفرحة
يرة الحزينة المليئة بالآلام ، آلام الظلم والقهر والفقر واليتم والمصائب
والنكبات والبطالة، وهضم الحقوق، فأين نحن من هؤلاء في ذكرى العيد ؟