ومن المعلوم أن بين القرآن والحديث القدسي فروق كثيرة :
1- منها : أن الحديث القدسي لا يتعبد بتلاوته ، بمعنى أن الإنسان لا يتعبد لله تعالى بمجرد قراءته ؛ فلا يثاب على كل حرف منه عشر حسنات ،والقرآن يتعبد بتلاوته بكل حرف منه عشر حسنات .
2- ومنها : أن الله تعالى تحدى أن يأتي الناس بمثل القرآن أو آية منه ، ولم يرد مثل ذلك في الأحاديث القدسية .
3- ومنها : أن القرآن محفوظ من عند الله تعالى ؛ كما قال سبحانه: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [الحجر: 9] ، والأحاديث القدسية بخلاف ذلك ؛ ففيها الصحيح والحسن ، بل أضيف إليها ما كان ضعيفاً أو موضوعاً ، وهذا وإن لم يكن منها لكن نسب إليها وفيها التقديم والتأخير والزيادة والنقص .
4- ومنها : أن القرآن لا تجوز قراءته بالمعنى بإجماع المسلمين ، وأما الأحاديث القدسية ، فعلى الخلاف في جواز نقل الحديث النبوي بالمعنى والأكثرون على جوازه .
5- ومنها: أن القرآن تشرع قراءته في الصلاة ومنه ما لا تصح الصلاة بدون قراءته ، بخلاف الأحاديث القدسية .
6- ومنها : أن القرآنلا يمسه إلا طاهر على الأصح ، بخلاف الأحاديث القدسية .
7- ومنها : أن القرآن لا يقرؤه الجنب حتى يغتسل على القول الراجح ، بخلاف الأحاديث القدسية .
8- ومنها : أن القرآن ثبت بالتواتر القطعي المفيد للعلم اليقيني ، فلو أنكر منه حرفاً أجمع القراء عليه ؛ لكان كافراً ، بخلاف الأحاديث القدسية ؛ فإنه لو أنكر شيئاً منها مدعياً أنه لم يثبت ؛ لم يكفر ، أما لو أنكره مع علمه أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله ؛ لكان كافراً لتكذيبه النبي صلى الله عليه وسلم .
وبارك الله فيكم جعلني الله واياكم ممن يحسنون صنعا