فديتـك زائـرًا في كـل عـام
وتُقْبِـل كالغمـام يفيـض حِينًا
وكم في الناس من كَلِف مَشُـوقٍ
رمــزت لـه بألحـاظ الليـالي
فظـل يعـدّ يومـًا بعـد يـومٍ
ومــدّ لـه رواق الليـل ظـِلاًّ
فبـات ومـلء عينـيه منــام
ولم أر قبـل حبـك مـن حبيب
فلـو تـدري العـوالم مـا درينا
بَنِي الإسلام هـذا خـير ضـيف
يلُمُّكـم علـى خيـر السـجايا
فشـدوا فيـه أيديـكم بعـزم
وقومـوا فـي لياليـه الغـوالي
وكـم نفـر تغـرهـم الليـالي
وخلـوا عـادة السـفهاء عنكم
يحلــون الحـــرام إذا أرادوا
ومـا كـل الأنـام ذوي عقول
ومـن روّتـه مرضعـة المعاصي
تُحَيّـا بالسـلامة والســـلام
ويبقـى بعـده أثــر الغمـام
إليـك وكـم شجـيٍّ مسـتهام
وقـد عـيّ الزمـان عن الكلام
كمـا اعتـادوا لأيـام السـقام
تـرف عليـه أجنحـة الظـلام
ـل المنــام
كفـى العشـاق لوعـات الغرام
لحنّــت للصــلاة وللصيـام
إذا غشـي الكـريم ذرا الكـرام
ويجمعكـم علـى الهمـم العظام
كمـا شـدَّ الكميّ على الحسام
فمـا عـاجت عليكـم للمقـام
ومـا خلقـوا ولا هـي للـدوام
فتلـك عوائـد القـوم اللئـام
وقـد بـان الحـلال من الحرام
إذا عَـدُّوا البهائـمَ في الأنــام
فقد جاءتـه أيـام الفطـام
مصطفى الصادق الرافعي
قِفي هـا هُنـا في رِحـابِ الهُدَى
أطلَّ عَلى الناس شهـر الصيـامِ
هَلُمّي... هَلُمّـي.. بـه نَحْتَفـي
أعيـذُك مـن نزغـات الهَـوى
علـى عَتَبـات الرضـا والسلامِ
فإن جـاد بالعفـو ربُّ السمـاءِ
وحسبـُكِ أنّــا عَفـرْنا الجبينَ
صيـامُك يا نفـس فيـه الخلاصُ
ومعراجـُك الفـذُّ تقـوى الإلهِ
وللـه يـا نفـس فاستسلمـي
فبُشـراك بالوافــد المُكْــرَمِ
ونعلـن عـن فرحـة المقــدم
وفي موسـم الخصـبِ أن تُحرمي
أطيلـي الوُقـوفَ.. ولا تَسـأمي
فحسـبك ذلـك مـن مغنم
لديـه.. وفي حصنـه نحتمــي
مـن الضعف والعجـز والمأثَمِ
فركضًا إلى الله.. لا تُحجِمي
احمد محمد الصديق
رمضـان.. في قلبي هَماهِمُ نشوةٍ
وعلـى فمـي طعـم أحس بأنه
لا طعـم دنيـانا، فليس بوسعها
ما ذقت قـط ولا شـعرت بمثله
قالـوا بأنـك قـادم، فتهلـلت
وتطلعـت نحـو السـماء نواظر
تهفو إليه، وفي القلوب وفي النُّهـى
لـم لا نتيـه مع الهيام.. ونزدهي
بهمـا نُحَلِّق في الغمـام، ونرتوي
ونشـف أرواحًـا فننهج منهجًا
ونُصـِحُّ أجساداً، فلا نشكو الونى
فنعـود كالأسـلاف أكـرم أمة
مـن قبـل رؤية وجهك الوضاء
مـن طعـم تلـك الجنة الخضراء
تقـديم هـذا الطعـم للخلفـاء
أفـلا أكـون بـه مـن السعداء
بالبشـر أَوْجُهُنـا.. وبـالخيلاء
لهـلال شـهـر نضـارة ورُواء
شـوق لمقدمـه، وحسـن رجاء
بجـلال أيـام.. ووحـي سماء؟
مـن عذبه .. ونصول في الأجواء
نفضـي بـه لمرابـع الجــوزاء
أبـداً ولا نشـكو مـن الأدواء
وأعـز في الســراء والضـراء