عندمانراجع حياتنا نجد أن اجمل ما حدث لنا كان مصادفة ، وأن الخيبات الكبرى تأتي دوماًعلى سجاد
فاخر فرشناه لاستقبال السعادة
الكاتبة الجزائرية احلاممستغانمي
ثمة حكمة لا تبلغها إلا في عز وحدتك وغربتك.. عندما تبلغ عمراً طاعناً فيالخسارة .. تلزمك خسارات كبيرة لتدرك قيمة ما بقي في حوزتك، لتهون عليك الفجائعالصغيرة ... عندها تدرك ان السعادة إتقان فن الاختزال ، ان تقوم بفرز ما بإمكانك انتتخلص منه ، وما يلزمك لما بقي من سفر .. وقتها تكتشف ان معظم الاشياء التي تحيطبها نفسك ليست ضرورية ، بل هي حمل يثقلك.
"احلام مستغانمي/ عابر سرير"
لميكن المال يا اماه قادراً على ادخال السعادة الى قلبي ، لأن السعادة اسمى من انيكون المال سبباً في خلقها او زوالها لقد كذب من قال لي ان المال سر الحياة ومن حازعليه فقد اكتشف السر وحقق السعادة . فأين السعادة عند اولئك الاغنياء؟ وأين حياتهمالهادئة وعيشهم الهني؟ اعرفهم لأنني واحد منهم ، عشت في اجوائهم وصحبتهم في اللياليالصاخبة ، فما وجدت عندهم الا القشور والسفاسف يتلهون بها ويظنونها السعادة ، وهيليست في الواقع الا هروباً من العدم الذي يخيفهم ومن الفراغ الذي يسكرهم.
عندذلك كرهت حياتهم وحطمت ذلك البرج العاجي ونزلت الى ميدان الحياة ، ابحث عن السعادةالتي وعد الانسان بها ، ورحت ابحث هناك بعيداً حيث الفلاسفة وزعماء الاديان. لاننياعتقدت انهم ربما يعرفون ما لا اعرف ، فيحلون لي لغز الحياة الرهيب . فأقبلت بشراهةاطالع واقرأ واغوص في بطون الكتب ولكنني لم اجد فيها راحتي وسلامي.
من كتاب "الراحل" للكاتب مظهر الملوحي
اهي مصادفة ان كلمة حبر بالعربية ،
هي نفسها كلمة بحر بعد تبديلموضع حرف واحد؟
أهي مصادفة
ان محبرتي تتحول الى بحر حين اكتب عنك؟؟
غادة السمان / الابدية لحظة حب
قلت لنفسي بتحدٍ أخرق: سأقتل الكراهية والحقد .. سأقتل الخيبةوالكتب .. اما التأملات البلهاء التي تسرقني من كل ما حولي فسوف أدفنها في أقرب مزبلة .. وفي لحظة أخرى قلت بتصميم : أنا احترق الآن .. احترق بلهفة شيء لم أكن أحس بمثله منقبل .. ومرت تساؤلات عربيدة في رأسي .. أين كنت أعيش ؟ كيف يمكن للانسان ان يعيشدون ان يحس ؟ هل يمكن لامرأة ان تولّد في القلب هذا المقدار كله من الفرح والاغنياتالمجوسية؟؟
كانت الدماء والافكار تنفجر في رأسي بسرعة مذهلة .. ولم أعد قادراًعلى الوقوف تجاه اية كلمة او اية فكرة .. قلت لنفسي بتسليم : كنت فيما مضى اقرأ مايقولونه عن هذا الشيء الذي يسمونه اللهفة .. فأضحك. كنت اتساءل هل يمكن للانسان انيتحول الى بندول لا يتوقف ولا يهدأ؟ ان يتحرك دون معنى ؟ ان يتلهف لامرأة؟ انينتظرها ؟ اجبت نفسي : انني اقع الآن في ذلك الشيء الغامض.
"قصة حب مجوسية / عبدالرحمن منيف
طلبت الخلوة لأنني مللت مجاملة الخشن الذي يظن اللطف ضرباً من الضعف، والتساهل نوعاً من الجبانة ، والترفع شكلاً من الكبرياء.
طلبت الخلوة لأننفسي تعبت من معاشرة المتمولين الذين يظنون ان الشموس والاقمار والكواكب لا تطلعالا من خزائنهم ولا تغيب الا في جيوبهم ، ومن الساسة الذين يتلاعبون بأماني الأمموهم يذرون في عيونها الغبار الذهبي ويملأون آذانها برنين الألفاظ، ومن الكهان الذييعظون الناس بما لا يتعظون به ويطلبون منهم ما لا يطلبونه من نفوسهم. طلبت الوحدةوالانفراد لأنني لم احصل على شيء من يد بشري الا بعد ان دفعت ثمنه منقلبي...
"جبران خليل جبران / كتاب العواصف"
لقد كان بإمكاني عبادة الله وأنا بين خلقه، لأنالعبادة لا تستلزم الوحدة والانفراد وأنا لم اترك العالم لأجد الله لأنني كنت اجدهفي بيت أبي وفي كل مكان آخر، ولكنني هجرت الناس لأن اخلاقي لا تنطبق على اخلاقهم،واحلامي لا تتفق مع احلامهم، تركت البشر لأنني وجدت نفسي دولاباًيدور يمنة بيندواليب تدور يساراً، تركت المدينة لأنني وجدتها شجرة مسنّة فاسدة قوية هائلة عروقهافي ظلمة الارض واغصانها تتعالى الى ما وراء الغيوم، اما ازهارها فمطامع وشروروجرائم، وأما اثمارها فويل وشقاء وهموم، ولقد حاول بعض المصلحين تطعيمها وتغييرطبيعتها فلم يفلحوا، بل ماتوا قانطين مضطهدين مغلوبين على امرهم.
"جبران خليل جبران/ العواصف"
اللؤلؤة
قالت محارة لمحارة تجاورها:" إن بي ألماً جد عظيمفي داخلي، إنه ثقيل ومستدير، وأنا معه في بلاء وعناء"
وردت المحارة الأخرىبانشراح فيه استعلاء : "الحمد للسماوات والبحار، لا أشعر في سرّي بأي ألم ، أنابخير وعافية داخلاً وخارجاً".
ومر في تلك اللحظة سرطان مائي، وسمع المحارتينوهما تتساقطان الحديث، وقال للتي هي بخير وعافية داخلا وخارجاً: "نعم! أنت بخيروعافية، ولكن الألم الذي تحمله جارتك في داخلها، إنما هو لؤلؤة ذات جمال لا حد له".
(جبران خليل جبران / التائه)
سبع مرات احتقرات نفسي:
اولا: عندما رأيتها تتلبس بالضعة لتبلغالى الرفعة.
ثانيا : عندما رأيتها تقفز أمام المخلصين.
ثالثا: عندما خُيرتْبين السهل والصعب فاختارت السهل.
رابعاً: عندما اقترفت اثماً ثم جاءت تعزي ذاتهابأن غيرها يقترف الإثم مثلها.
خامساً: عندما احتملت ما حل بها لضعفها، ولكنهانسبت صبرها للقوة.
سادساً: عندما احتقرت بشاعة وجه ما هو عند التحقيق سوى برقعمن براقعها.
سابعا: عندما أنشدت اغنية ثناء ومديح، وحسبتها فضيلة.
انا لااعرف الحقيقة المجردة، ولكنني اركع متضعاً امام جهلي، وفي هذا فخريوأجري.
(جبران خليل جبران / رمل وزبد)
تلاقى الجمال والقبح ذات يوم على شاطئ البحر، فقال كل منهما للآخر: "هل لك ان تسبح؟"
ثم خلعا ملابسهما، وخاضا العباب، وبعد برهة عاد القبح الىالشاطئ وارتدى ثياب الجمال، ومضى في سبيله.
وجاء الجمال ايضا من البحر ولم يجدملابسه، وخجل كل الخجل ان يكون عارياً، ولذلك لبس رداء القبح، ومضى في سبيله.
ومنذ ذلك اليوم، والرجال والنساء يخطئون كلما تلاقوا في معرفة بعضهم البعض.
غير ان هنالك نفراً ممن يتفرسون في وجه الجمال، ويعرفونه رغم ثيابه، وثمة نفريعرفون وجه القبح، والثوب الذي يلبسه لا يخفيه عن اعينهم.
(جبران خليلجبران/ التائه